Top Ad unit 728 × 90

الحكم

الحكم

بانت سعاد للشاعر كعب بن زهير



بانت سعاد

بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ   *    مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ

وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا    *    إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ

هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً     *   لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ

  تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ    *       كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ      

شُـجَّتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ     *   صـافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْوَ مَشْمولُ   

تَـنْفِي الـرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ    *   مِـنْ صَـوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ 

أكْـرِمْ بِـها خُـلَّةً لـوْ أنَّها صَدَقَتْ       *   مَـوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ مَقْبولُ

لـكِنَّها خُـلَّةٌ قَـدْ سِـيطَ مِنْ دَمِها     *   فَـجْـعٌ ووَلَـعٌ وإِخْـلافٌ وتَـبْديلُ

فـما تَـدومُ عَـلَى حـالٍ تكونُ بِها     *   كَـما تَـلَوَّنُ فـي أثْـوابِها الـغُولُ
 
ولا تَـمَسَّكُ بـالعَهْدِ الـذي زَعَمْتْ    *   إلاَّ كَـما يُـمْسِكُ الـماءَ الـغَرابِيلُ 

فـلا يَـغُرَّنْكَ مـا مَنَّتْ وما وَعَدَتْ      *     إنَّ الأمـانِـيَّ والأحْـلامَ تَـضْليلُ

كـانَتْ مَـواعيدُ عُـرْقوبٍ لَها مَثَلا       ومــا مَـواعِـيدُها إلاَّ الأبـاطيلُ

أرْجـو وآمُـلُ أنْ تَـدْنو مَـوَدَّتُها       *     ومـا إِخـالُ لَـدَيْنا مِـنْكِ تَـنْويلُ

أمْـسَتْ سُـعادُ بِـأرْضٍ لا يُـبَلِّغُها     *    إلاَّ الـعِتاقُ الـنَّجيباتُ الـمَراسِيلُ

ولَـــنْ يُـبَـلِّغَها إلاَّ غُـذافِـرَةٌ          *     لـها عَـلَى الأيْـنِ إرْقـالٌ وتَبْغيلُ

مِـنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ   *   عُـرْضَتُها طـامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ

تَـرْمِي الـغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ    *         إذا تَـوَقَّـدَتِ الـحَـزَّازُ والـمِيلُ

ضَـخْـمٌ مُـقَـلَّدُها فَـعْمٌ مُـقَيَّدُها      *    فـي خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ
 
غَـلْـباءُ وَجْـناءُ عَـلْكومٌ مُـذَكَّرْةٌ      *    فــي دَفْـها سَـعَةٌ قُـدَّامَها مِـيلُ   
 
وجِـلْـدُها مِـنْ أُطـومٍ لا يُـؤَيِّسُهُ      *    طَـلْحٌ بـضاحِيَةِ الـمَتْنَيْنِ مَهْزولُ
 
حَـرْفٌ أخـوها أبـوها مِن مُهَجَّنَةٍ     *   وعَـمُّـها خـالُها قَـوْداءُ شْـمِليلُ
 
يَـمْشي الـقُرادُ عَـليْها ثُـمَّ يُزْلِقُهُ    *   مِـنْـها لِـبانٌ وأقْـرابٌ زَهـالِيلُ
 
عَـيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ   *    مِـرْفَقُها عَـنْ بَـناتِ الزُّورِ مَفْتولُ
 
كـأنَّـما فـاتَ عَـيْنَيْها ومَـذْبَحَها       *    مِـنْ خَـطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ
 
تَـمُرُّ مِـثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ   *    فـي غـارِزٍ لَـمْ تُـخَوِّنْهُ الأحاليلُ
 
قَـنْواءُ فـي حَـرَّتَيْها لِـلْبَصيرِ بِها      *   عَـتَقٌ مُـبينٌ وفـي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
 
تُـخْدِي عَـلَى يَـسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ  *  ذَوابِــلٌ مَـسُّهُنَّ الأرضَ تَـحْليلُ
 
سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً  *   لـم يَـقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْـمِ تَـنْعيلُ
 
كــأنَّ أَوْبَ ذِراعَـيْها إذا عَـرِقَتْ        *     وقــد تَـلَـفَّعَ بـالكورِ الـعَساقيلُ
 
يَـوْماً يَـظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً      *    كـأنَّ ضـاحِيَهُ بـالشَّمْسِ مَـمْلولُ
 
وقـالَ لِـلْقوْمِ حـادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ    *   وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا

شَـدَّ الـنَّهارِ ذِراعـا عَيْطَلٍ نَصِفٍ      *    قـامَـتْ فَـجاوَبَها نُـكْدٌ مَـثاكِيلُ

نَـوَّاحَةٌ رِخْـوَةُ الـضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها    *    لَـمَّا نَـعَى بِـكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ

تَـفْرِي الُّـلبانَ بِـكَفَّيْها ومَـدْرَعُها     *    مُـشَـقَّقٌ عَـنْ تَـراقيها رَعـابيلُ

تَـسْعَى الـوُشاةُ جَـنابَيْها وقَـوْلُهُمُ      *    إنَّـك يـا ابْـنَ أبـي سُلْمَى لَمَقْتولُ

وقــالَ كُـلُّ خَـليلٍ كُـنْتُ آمُـلُهُ        *    لا أُلْـهِيَنَّكَ إنِّـي عَـنْكَ مَـشْغولُ

فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ أبـالَكُمُ     *    فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ

كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ  *    يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ

أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني     *    والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ

وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً      *    والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ

مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ    *    الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ

لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاةِ ولَـمْ    *    أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ

لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ بِـه      *    أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ

لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ مِنَ     *     الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـويلُ

حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا أُنازِعُهُ     *    فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ

لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ أُكَـلِّمُهُ      *    وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْئُولُ

مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ *    مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ

يَـغْدو فَـيُلْحِمُ ضِـرْغامَيْنِ عَيْشُهُما   *   لَـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ

إِذا يُـسـاوِرُ قِـرْناً لا يَـحِلُّ لَـهُ         *    أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَ مَغْلُولُ

مِـنْهُ تَـظَلُّ سَـباعُ الـجَوِّ ضامِزَةً     *    ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ الأراجِـيلُ

ولا يَــزالُ بِـواديـهِ أخُـو ثِـقَةٍ         *     مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ مَأْكولُ

إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ   *    مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ

فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُـريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ *    بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا زُولُوا

زالُـوا فـمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ    *    عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ مَـعازيلُ

شُــمُّ الـعَرانِينِ أبْـطالٌ لُـبوسُهُمْ    *    مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ

بِـيضٌ سَـوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ     *      كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعاءِ مَـجْدولُ

يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ  *  ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ

لا يَـفْـرَحونَ إذا نَـالتْ رِمـاحُهُمُ        *      قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا نِيلُوا

لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي نُحورِهِمُ      *      ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ

بانت سعاد للشاعر كعب بن زهير Reviewed by jalal am on 09:30 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لدى مدونة الحكم والأشعار والأقوال المأثورة © 2015 - 2023
Powered By blogger

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.