حكمة من الحياة
وبعد أيام قليلة عاد
إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة.
فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل، وما أدراكم أنه حظ سعيد؟
ولم تمض أيام حتى كان
ابنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول
البرية فسقط وكُسرت ساقه وجاؤوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيئ فأجابهم بلا هلع، وما أدراكم
أنه حظ سيئ؟وبعد أسابيع قليلة أُعلنت الحرب وجُنِد شباب القرية وأُعفي ابن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ كثر.
وهكذا ظل الحظ العاثر يُمهّد لحظ سعيد والحظ السعيد يُمهّد لحظ عاثر إلى ما لانهاية في القصة وليست في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد.
أهل الحكمة لا يُغالون في الحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالصاً أم خيرا خفيا أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر، ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب إنما يشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون باعتدال ويحزنون على ما فاتهم بصبر وتجمل. هؤلاء هم السعداء.. لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعادة طريقاً للشقاء والعكس بالعكس.
حكمة من الحياة
Reviewed by jalal am
on
23:18
Rating:
ليست هناك تعليقات: